حقيقة من تدعي رؤية الأموات أثناء نومها:

فتاوى لصحيفة صوت الإيمان بتاريخ7/6/1414هـ 22/11/1993م

السؤال:

   ما هي حقيقة من تسمى الموردة، أو المسفلة والتي تدعي أنها ترى الموتى أثناء نومها وما هم فيه من نعيم أو من عذاب، وأن الموتى يرسلون معها إلى أهلهم بعض النصائح والوصايا، ويطلب منها الأحياء أن تستفسر الموتى عما عليهم من ديون ونحو ذلك؟    

الجواب:

    يمكن أن يحدث لأي شخص في أثناء رؤيا أن يرى بعض أحوال الموتى وما هم فيه من نعيم أو عذاب، أو يرى أنهم يطلبون منه أو من أهلهم بعض المطالب كالدعاء، أو قضاء دين، أو يوجهون بعض النصائح. وقد تكون هذه المطالب بصورة واضحة ومباشرة، أو تكون بصورة رمزية يعرف مـعـنـاهـا مـن خـلال تأويل الرؤيا, ولكن مصداقية هذه الرؤيا إنما تُعْرف بقرائن من خلال الواقع، فليست كل الرُّؤى رُؤى حق، فقد يكون بعضها أضغاث أحلام، وقد يكون بعضها من الشيطان، وقـد يـكون بـعضـها انعكاساً لمشاعر نفسية معينة, ولذلك لا يمكن أن يترتب على مجرد الرؤيا حكم أو إعطاء حق، وإنما يستأنس بها إذا صفت بها القرائن، فقد يقول الميت مثلاً من خلال الرؤيا إن عليه لفلان مبلغاً محددا، وإنه اقترضه منه في مكان كذا، ولم يكتب سندا بذلك. فإذا سئل الذي له الدين فتطابق أو تقارب ما عنده مع ما في الرؤيا من معلومات؛ فإنه يُستأنس بهذه الرؤيا من قبل أهل الميت إذا رغبوا من باب البر بالميت أن يقضوا هذا الدين. أما من ناحية الحكم القضائي، فإن الدين لا يثبت بمجرد ما ذكر. ومثل هذه الرُّؤى ليست خاصة بأناس دون أناس. وإنما يمكن أن تقع لأي أحد. أما اختصاص من تسمى بالمسفلة بمثل ذلك فغير صحيح، كما أن القول بأنها تتصل بالموتى عن طريق الرؤيا في الوقت الذي تريد، وتنقل رسائل الأحياء إليهم أو العكس بحيث تقوم بالسفارة بين الأحياء والأموات دائماً فهذا غير صحيح أيضاً، لأن الرؤيا لا تأتي للإنسان بحسب طلبه، كما أن ما يطلع عليه في أثنائها من الأمور الغائبة لا تكون وفق الإرادة والرغبة. بل إن النائم أثناء نومه تغيب عنه الإرادة والعقل، ولذلك فقلم التكليف مرفوع عنه. فكيف يتأتى للنائم في غفلته وغياب إرادته ووعيه أن يستحضر ما كان عازماً على أن يراه قبل نومه. ولو افترضنا جدلاً أنه استحضر ذلك.. فهل يملك أن يلبي رغبة نفسه فيطلع على تلك الأمور الغائبة؟ وأنى له هذه القدرة؟!

     إن ما يحصل في الواقع من طلب الناس من المسفلة طلبات محددة، ثم مجيئها لهم بردود في اليوم الثاني، إنما هو على ما يظهر ألاعيبٌ شيطانية، فهنالك شياطين عايشوا الميت في حياته، وعرفوا أسراره الخاصة التي قد لا يطلع عليه آخرون، ومن هؤلاء الشياطين المقربين الملازم الدائم للشخص فلا يستبعد أن يقوم هؤلاء الشياطين بعمل مسرحية تراها المسفلة في منامها بحسب طلبها المسبق، وتنكشف فيها بعض أسرار الميت الخاصة، وتضاف عليها بعض خيالات النعيم أو العذاب، ثم تقوم المسفلة بنقل ذلك في اليوم التالي. وبالتأكد من صحة بعض الأسرار ومنها بعض الديون مثلاً يقع بعض الناس في حبائل هؤلاء الشياطين ووسيطتهم المسفلة،فتفسد  عقيدتهم ودينهم فقد يعتقدون أن للمسفلة قدرات خارقة تفوق قدرات سائر البشر، أو يعتقدون أنها تطلع على أمور الغيب، وهذا ما يريده الشياطين. لذلك لا ينبغي للمؤمن أن ينخدع بمثل هذه الألاعيب، والله الهادي إلى سواء السبيل.

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©