ماذا على من تزوج بنت أخته من الرضاعة:

السؤال:

س:يسأل الأخ (أ. ع. أ) من المخادر محافظة إب فيقول: رضعت من امرأة مع أحد أولادها، وكانت لها بنت كبيرة، وهذا الولد الذي رضعتُ معه هو الرابع بعد البنت في الترتيب، وقد تزوجتْ هذه البنت، وولدت بنتاً، ولما كبرتْ تزوجتُ ابنتها هذه ولي منها أربعة أطفال الآن، فما حكم ذلك؟

الجواب:

إن هذه المرأة التي أرضعتك تعتبر أماً لك من الرضاعة، وجميع أولادها ذكوراً وإناثاً هم إخوتك من الرضاعة، بغض النظر عن ترتيبهم في الميلاد، يقول عليه الصلاة والسلام: { يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب }، رواه الجماعة إلا الترمذي.

وبناء على ذلك: فالبنت الكبيرة للمرأة هي أختك من الرضاعة،  وابنتها هي ابنة أختك من الرضاعة، وأنت خالها من الرضاعة؛ فلا يجوز لك أن تتزوجها، إلا أنه يجب معرفة أن الرضاعة لا تكون معتبرة في التحريم إلا إذا بلغ عدد الرضعات خمس رضعات فأكثر.

وهذا هو القول الأرجح الذي يعضده الدليل، ففي الحديث الذي رواه مسلم عن عائشة قالت: { كان فيما أُنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يُحَرِّمْنَ، ثم نُسِخْن بخمس معلومات }.اهـ.

وهذا الكلام معناه أن حد التحريم كان عشر رضعات، ثم نسخ ذلك الحد إلى الخمس، وكان ذلك من القرآن الذي يُتلى، وقد نُسِخ ذلك تلاوة فيما بعد، ولكنه بقي حكماً، ويؤكد ذلك حديث إرضاع سهلة زوجة أبي حذيفة لسالم مولى أبي حذيفة، فقد جاء في رواية أبي داود أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لها: (أرضعيه)، فأرضعتْه خمس رضعات؛ فكان بمنزلة ولدها من الرضاعة، والحديث رواه مسلم وغيره، ورواية أبي داود هذه صحيحة كما بيَّن الألباني.

ولا بد من معرفة حقيقة الرضْعة حتى يمكن حساب الخمس.

قال ابن الأمير الصنعاني في سبل السلام: (وأما حقيقة الرضعة، فهي المرَّةُ من الرضاع، كالضربة من الضرب، والجلسة من الجلوس، فمتى التقم الصبي الثدي وامتص منه، ثم ترك ذلك باختياره من غير عارض، كان ذلك رضعة، والقطْع لعارضٍ كنَفَسٍ أو استراحة يسيرة أو لشيء يلهيه، ثم يعود من قريب، لا يخرجها عن كونها رضعة واحدة، كما أن الآكل إذا قطع أكله بذلك ثم عاد من قريب، كان ذلك أكْلة واحدة) ثم قال: (فإذا حصلت خمس رضعات على هذه الصفة حرَّمتْ).

ومن خلال ما ذكرناه: إذا تبيَّن للسائل أنه قد رضع خمس رضعات على النحو المشار إليه؛ فإن البنت التي تزوجها تكون بنت أخته من الرضاع، ويجب عليه مفارقتها فوراً، ويلحق به الأطفال الذين منها مادام الذي حصل كان بسبب الجهل، والله الموفق.

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©