سلَس الريح

السؤال:

   أنا شاب أبلغ من العمر٣٠ سنة، ومشكلتي هي أني أشعر بوجود غازات في بطني، المشكلة هي أنى أشعر بخروج ريح عند كل وضوء، وكل صلاة تقريباً، لكني لا أسمع صوتاً ولا أشم ريحاً، وسألت شيوخاً في هذه المسألة فقالوا لي: إذا كان الموضوع شكاً فقط فلا تعد الوضوء؛ لأن هذا من الوسواس، يريد أن يفسد عليك عبادتك، ويجعلها ثقيلة عليك، أما إذا تيقنت فعلاً بخروج ريح وجب عليك إعادة الوضوء والصلاة؛ حتى إذا لم تسمع صوتاً أو لم تشم ريحاً، وأخذت عهداً على نفسي أني لن أعيد أي وضوء أو أي صلاة ، حتى إذا تيقنت تماماً أو سمعت صوتاً أو شممت ريحاً، حتى لا أعطى فرصة للوسواس أن يتملَّكنى، ويجعلني دائماً أشعر بعدم استقرار .

     لكن مشكلتي هي: أني خائف جداً وأشعر بقلق شديد وحيرة كبيرة جداً في أن يكون الذي خرج منى بالفعل ريحاً، وخصوصاً أني أعاني من وجود غازات في بطني ، فأشعر بقلق؛ لأنني لم أقم بإعادة هذه الصلاة ، أنا في حيرة كبيرة وقلق شديد؛ لأن هذا الموضوع يتكرر لي كثيراً، ولا أدري ما أفعله؟

الجواب:

   لا محلَّ للعهْد في قضيتك بالصورة التي ذكرت و لا تعملْ به .. بل عليك العمل بما أفتاك به الشيوخ ، فإذا كانت عندك وسيلةٌ لليقين هل تخرج منك الغازات أوْلا فخُذْ بها ، وإذا وجدت صعوبة فاذهب إلى طبيب مختص لكي يساعدك وتصل إلى نتيجة هل ذلك وسواس أو حقيقة ، فإذا تبيَّن أنه وسواس فلا تلتفتْ إليه ، وإذا تبيَّن أنه سلَس ريح فعلاً ، فالحكم هو أن تتوضأ لكل صلاة مع نفْلها وضوءًا واحدًا ، ولا يضرُّك خروج الريح بعد  ذلك .

     و أما طريقة التحقُّق بالصوت أو الشم فهي خاصة بمن قد يفاجئه الشعور بخروج الريح أثناء الصلاة ، وهذا يمكن أن يحدُث لأيِّ شخص ، لأن الشيطان كما ورَد في الحديث يفعل ذلك في الصلاة خاصةً ليشغل المُصلِّي ، فيجد صعوبة في الخروج من الإشكال ، فعلَّمه النبي صلى الله عليه وسلّم كيف يفعل . ففي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِل عن الرَّجُلُ الَّذِي يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ : (لَا يَنْفَتِلْ أَوْ لَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا) . وبالله التوفيق .

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©