الأجوبة على أسئلة شبكة رؤى أون لاين الموجّهة للشيخ : محمد الصادق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

س1: فضيلة الشيخ:أولاً ما تعليقكم على فكرة الشبكة؟وما نصيحتكم للقائمين عليها بمناسبة انطلاق شبكة رؤى أون لاين؟
     ج1: الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه.
     أرجو أن تكون الشبكة إن شاء الله إضافة جديدة إلى منابر الدعوة إلى الله وتوعية الناس بدينهم وتعليمهم وتنزيل النصوص تنزيلاً شرعياً على الواقع . ونصيحتي للقائمين على الشبكة أن يثابروا على ذلك ويصابروا الظروف وردود الأفعال , وأن يعملوا على إيجاد مرجعيات للشبكة في التخصصات , وفي مقدمة ذلك المرجعية في مجال الشرع مع دقّة الانضباط في متابعة الشرع وإخلاص النيّة.
     س2: شيخنا العزيز:في رأيكم إلى أيّ مدى وصل الخطاب الدعوي؟وخصوصاً في الشبكة العنكبوتية؟وهل الخطاب الدعوي المعاصر يؤدي الواجب المطلوب؟وما تقييمكم لذلك؟
     ج2: لا شكّ أن الفرص صارت واسعة أمام الخطاب الدعوي مع كثرة وسائل الإعلام ومنها الإنترنت.وأما أداء الخطاب الدعوي المعاصر للواجب؛فذلك يختلف باختلاف مصادر هذا الخطاب,وأكبر إشكالية هي عدم وحدة منهجية الخطاب, ومع ذلك فلا شكّ أن المنهجية الصحيحة موجودة في الواقع ، لأن دين الله محفوظ, والقائمون على الدعوة إلى هذه المنهجية موجودون,وإن كانوا قلّة وغرباء كما تدلّ النصوص ويدلّ الواقع، لكنهم يقومون بالواجب المتعيِّن بالقياس إلى قدراتهم, لأن الله لا يكلِّف نفساً إلا وسعها.
     س3: كيف تقرأ واقع الأمة الإسلامية في الظروف الراهنة؟
     ج3: واقع الأمة الإسلامية في هذه الظروف أنها مفكّكة مصابة بالغثائية والوهن رغم وجود طائفة ظاهرة فيها منتشرة ، وأفراد هذه الطائفة في شتّى الجماعات والبلدان ، وهي تقوم بالواجب وتؤدي الحجّة بما يتناسب مع الظروف, والأمة تواجه أعداءها من اليهود والنصارى والوثنيين وقد وحّدوا استراتيجياتهم ومنهجيّتهم إلى حدّ كبير لمحاربة هذه الأمة في كل المجالات , وبسبب ذلك لا يوجد تكافؤ في الإمكانات والقدرات , ولن يحدث التوازن المطلوب إلا بعودة أمتنا إلى التماسك وقيام دولتها الكبرى التي كانت على مدى القرون تتوازن مع الدول الكبرى للأعداء وتستطيع أن تشقّ طريقها لإقامة منهجية الله في الأرض.
     س4: لو تحدثنا عن كتابك (الخلافة القادمة) والذي أثار جدلاً في الأوساط العلمية,فهل يمكن أن تحدثنا بخلاصة عما توصلت إليه في هذا الكتاب؟    

     ج4: كتاب الخلافة القادمة هو محاولة لبيان حتمية عودة دولة الإسلام الكبرى التي دلّت عليها النصوص والتي هي ضرورة في الواقع , لأن الإسلام رحمة للعالمين , ولن ينعَم العالم بأفياء هذه الرحمة إلا بنشاط إسلامي نافذ في العالم ترعاه دولة عملاقة , والعمْلقة لا يصلح أن تكون حكراً على الولايات المتحدة مثلًا أو على روسيا الاتحادية أو على الصين أو على الهند .. والكتاب جمَع بعض النصوص في ذلك , ومن خلال بعض مظاهر ما نظنه الإعجاز العددي للنصوص تمّ اكتشاف ما نظنه تواريخ بالسنوات لِأشراط وعلامات الساعة ومنها الخلافة على منهاج النبوة , وهذه التواريخ على سبيل التوقّع والاستئناس وليست على سبيل الجزم ، لأن الغيب لا يعلمه إلا الله .
     س5: هل تحقّق إلى الآن بعض ما توصلت إليه؟وما هو؟
     ج5: من خلال الربط بين النصوص وما نظنه الإعجاز العددي فيها نجد أن المجموع العددي بحساب الجُمَّل لقوله تعالى: (غُلبت) في الآية : (غُلبت الروم) في سورة الروم هو 1432 وهذا يساوي السنة الهجرية التي سقط فيها الحكام الأربعة في قلب العالم الإسلامي , وكانوا يُمَثِّلون أيدِي الروم في المنطقة؛أي أيدِي الغرب , كما أن هذا الرقم هو حاصل ترتيبهم في الصورة المنشورة في الإنترنت التي الْتُقِطَتْ لهم في القمة العربية في (سِرت) في سنة 2010م ,كذلك فإن قوله تعالى: (جاءكم من اللهِ نور) + كلمة "النبي" مجموعها العددي يساوي 570 وهي السنة الميلادية لميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وما بعدها وهو قوله تعالى: (وكتابٌ مُبينٌ يَهدِي بهِ اللهُ) المائدة ، مجموعها العددي يساوي سنة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وهي سنة 633م ، لأنه ما مات حتى اكتمل الكتاب وهو القرآن ,كما أن حادثة الحرم في سنة 1400هـ ورَدَ تاريخها من خلال المجموع العددي لنص حديثٍ أشار إلى الحادثة بالإضافة إلى اسم شخصيتين في الحادثة . وهنالك توافقاتٌ أخرى لتواريخ حوادث أخرى حدثتْ مطابِقةً للمجاميع العددية لنصوصٍ تحدَّثتْ عنها . وقد قدّم للكتاب العلامة محمد تقي العثماني والعلامة العمراني والعلامة الديلمي والعلامة سلمان الندوي , والذي يريد الأمثلة الكافية عليه بمطالعة الكتاب.
     س6: هل أنت متفائل للمستقبل القريب؟ولماذا؟

     ج6: نعم ، أنا متفائل بقرب عودة الخلافة, ودولة الإسلام الكبرى إن شاء الله ، لأن كثيراً من الوقائع التي تُمهّد للخلافة قد حصلتْ وهي مطابِقةٌ للنصوص , والطبعة الثانية للكتاب تتحدث بصورة أوسع عن ذلك وهذه الطبعة على موقعي في الإنترنت , وعما قريب ستصدر إن شاء الله في كتاب منشور.

     س7: ما رأيكم فيمن ينكر أحاديث الدجال بالجملة وأحاديث المهدي, وهل هذا صحيح؟
     ج7: لا يجوز إنكار أحاديث الدجال لأنها كثيرة متواترة قطعية , والدجال موجود ، والصحابي تميم الداري وجَده في جزيرة وحاوَره وأخبر عنه الرسول عليه الصلاة والسلام ، وأقرّ بذلك الرسول وخطَب بمضمون كلام الصحابي كما في صحيح مسلم ، ومسألة خروجه مسألة وقت ، ولعله وراء بعض القُوَى الخَفِيّة الشرِّيرة التي لها نفوذ كالماسونية كما يقول بعض المراقبين ،  وكذلك أحاديث المهدي متواترة من حيث المعنى , وذلك وغيره جزءٌ من الغيب الذي يجب الإيمان به واعتقاده .

    ولا يجد المؤمن صعوبة في هذا الإيمان ، فهو يؤمن مثلًا بوجود إبليس كما دلَّتْ عليه النصوص، وأنه وراء التخطيط للشرور ، فما المانع أن يوجد مثيلٌ له من البشر هو الدجال كما دلَّتْ على ذلك النصوص أيضًا، وكذلك الحال بالنسبة لنزول عيسى وخروج المهدي قبله ، فالمهمَّة الرئيسة لعيسى هي قتْل الدجال ، فهنالك تلازمٌ بين عيسى والدجال ، وقد كان رفْع عيسى إلى السماء دون مَوت ، فلا بدَّ أن ينزل عيسى إلى الأرض مرّةً أخرى لبعض المهمّات ومنها أن يموت ويُدفَن ، فكل نفس ذائقة الموت .

     س8: رأينا ما حصل في مصر (انقلاب على الرئيس المنتخب) ثم أعقبه اعتقالات وتعسّفات وقتل وتعذيب,كيف تنظرون فضيلة الشيخ للمشهد المصري؟

     ج8: ما جرى في مصر انقلاب على الشرعية بتآمر دولي وإقليمي , وهدف الانقلاب منْع الإسلام من الحكم ومن الاستفادة من إمكانات مصر الكبيرة في العمل لِإعادة الخلافة , وكذلك التشديد على غزة , وفي ذلك فضيحةٌ مُجلْجِلةٌ للأعداء المتآمرين من الكفار والمنافقين ولمنهجهم الوضعي(الديمقراطية) , ودرس عملي هائل للمسلمين أنه لا يصلح لهم إلا منهجية الإسلام وإعادة الخلافة , وقد ورد في أثرٍ في كتاب (الفتن) لنعيم بن حماد: (يوشك العراق أن يُعرَك عرْك الأديم ، وتُشَقَّ الشام شقَّ الشعْر ، وتُفَتَّ مصر فتَّ البعرة , فعند ذلك ينزل الأمر) وهذا الأمر الذي ينزل إن شاء الله هو ظهور الخلافة , والأثر يشرح بدقة أوضاع البلدان الثلاثة الآن بِدِقَّة ، وإسناد الأثر حسن كما ذكر محقّق الكتاب.
     س9: المشهد السوري المؤلم كل يوم يمرّ تزيد معاناة إخواننا في سوريا , والمجاهدون هناك يختلفون كثيراً فيما بينهم , وقد دبّ اليأس عند كثير من الناس في عملية الانتصار,كيف تقيّمون المشهد السوري بِرُمَّته؟وهل عندكم قراءة لمستقبل سوريا؟

     ج9: وكذلك المشهد السوري المؤلم فضيحة مُزلزِلة للدول الكبرى ومؤمراتهم عموما ومنهجهم الديمقراطي الكاذب , وهذا المشهد كالمشهد في مصر والعراق واليمن وغيرها بل أسوأ , وهو مخاضٌ شاقٌّ سوف يَيْأَس الناس بعده من كل المناهج ، ويُخلِصون للمنهج الإسلامي فتولد بعده الخلافة إن شاء الله , والعجيب أن أثراً آخر في كتاب (الفتن) لنعيم بن حماد يشرح ذلك بِدِقَّة رغم ضعْف الأثر ، ولكن الواقع يشهد له وهو عن سعيد بن المسيب إذْ يقول: (تكون فتنةٌ في الشام كأنّ أوّلها لعب الصبيان (انتفاضة طلاب المدارس في درعا قبل 3 سنوات) كلما سكنتْ من جانب طَمَتْ من جانب ، ثم لاتهدأ حتى يناديَ منادٍ من السماء إن الأمير فلان (ربما أنه يتمّ إعلان الخليفة عبْر الأقمار الصناعية التي في السماء إلى القنوات الفضائية) ، وحتى تطلع في السماء كَفٌّ تشير ، (وربما هي كفّ رابعة والتي أصبحت شعاراً يمرّ أيضاً عبر الأقمار إلى القنوات) , وللمزيد يمكن مطالعة كتاب (الخلافة القادمة) .

     س10: فضيلة الشيخ:ما رأيك في العلمانية؟وما رأيك في العلمانيين؟فالبعض يحكم عليهم بأنهم المنافقون في هذا العصر,فهل هذا الحكم صحيح على إطلاقه؟مع العلم أنهم المهيمنون على الكثير من البلاد الإسلامية,ومدعومون من المجتمع الدولي؟

     ج10: العلمانيون هم المنهزمون أمام المدّ الأجنبي على العالم الإسلامي الذي جعل من المسلمين وبلدانهم بميزاتها وثرواتها قصْعة للأكَلَة , والعلمانيون هم المنافقون فعلاً الذين ينافقون هؤلاء الأَكَلَةَ الطفيليين الغاصبين ويَبُشُّون لهم !! و العلمانيون هم الطابور الخامس المتنازلون عن الهُويَّة والمنهجية الإسلامية المتفرِّدة  ! , فلا يسكتون فقط على اغتصاب الغاصب للبيت والحِمَى .. بل يضيفون إلى ذلك الترحيب به وتمكينه أيضاً من عقولهم وقلوبهم ، ويعتبرون هزيمتهم وخيانتهم نصراً عندما يحتفلون بالعدوّ و يعتنقون مبادئه ، ويُكابِرون بأنهم على شيء رغم استبدالهم الأسوأ بالذي هو خير, و رغم أخْذهم الدنيا الزائفة الوضيعة عوضًا عن الدنيا الرفيعة والآخرة العظيمة.
     س11: ننتقل إلى المشهد اليمني: فقد منّ الله على الشعب اليمني بالحوار بين كافة الأطياف والمكونات,فما تقييمكم للمشهد اليمني بوجه عام؟

     ج11: لن ينجح اليمنيون ولا غيرهم من المسلمين إلا إذا حافظوا على الهُويَّة والمنهجيَّة , وتخلّصوا من خداع الأَحلام والإِعلام والأعداءِ اللئام !! فأزاحوا لباس الجوع والخوف والتفرُّق .. ولن يتم ذلك إلا بالتحرُّر من وصاية الأجانب وإبعاد العُمَلاء ، و حراسة مواردهم الاقتصادية وسحْب سلاح المليشيات , وإيقاف الاغتيالات والتفجيرات , وتوحيد الكلمة ، وتهْيئة بلدهم ليكون لَبِنةً صالحة للعمل على إقامة صرح الخلافة الكبرى إن شاء الله , واستفادوا وِسام الريادة في هذا المشروع العظيم من قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في المتفق عليه: (الإيمان يمانٍ والفقه يمانٍ والحكمة يمانية) , وقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه أحمد: (إني لأجد نَفَس ربكم من قِبَل اليمن) , فصاروا نَفَساً وفَرَجاً لأمة الإسلام .
     س12: أُقِرَّ في اليمن نظام الأقاليم,ما رأيكم فضيلة الشيخ في هذا النظام؟
     ج12: لا مشاحّة في الاصطلاحات سواء سُميّتْ بالأقاليم أم المحافظات إذا صدَقت النيّات ولم يكن ذلك ذريعةً للمؤامرات .

     س13: هل يجوز تقليد الدول الغربية في بعض التشريعات أو بعض الأنظمة والقوانين؟

     ج13: سبق الكلام حول ضرورة الحفاظ على الهُويَّة والمنهجيّة , ولا بأس من الاستفادة من الغرب في الصناعة والزراعة والتجارة وسائر الماديّات مما يجوز بيعه وشراؤه واستبداله والمساومة فيه , أما العقيدة والشريعة فنحن فيها مُصَدِّرون لا مُستورِدون.

     س14: ما دور الشباب في واجب الدعوة إلى الله ونشر الإسلام والدفاع عنه؟وكيف اهتمّ النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الشريحة؟

     ج14: فترة الشباب هي فترة الإنتاج والبناء لأنها ربيع العمر, ومن أبرز أسئلة الحساب يوم القيامة أن يُسأل الإنسان عن شبابه فيمَ أبلاه ؟ وقابلية الشباب للمرونة والتغيير في أنفسهم أكبر, وكذلك قدرتهم ومثابرتهم في تغيير المجتمع وعلى الدفاع عن المبادئ أعظم , ولذلك نجد أن أكثر أتباع الأنبياء والدعاة والمصلحين من الشباب, وأكثر صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم في مبدأ ظهور الإسلام كانوا من الشباب .. ومن اهتمامه صلى الله عليه وسلم بهم أن الـمُقدَّم من المهاجرين للحبشة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه كان من الشباب , وكان السفير إلى المدينة المـُمهِّد للهجرة مصعب بن عمير رضي الله عنه من الشباب , و كان صاحب الراية في خيبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الشباب , وكان آخر قائد جيش هيَّأه النبي صلى الله عليه وسلم وهو أسامة بن زيد من الشباب.. إلخ .

     س15: لماذا برأيك تشرَّب بعض المسلمين الوهن وأصيبوا بالهزيمة فصاروا يستحيون من دينهم وإسلامهم ويتحللون منه وظلوا يبحثون عن كل ما عند الغرب ويحاولون إسقاطه وتطبيقه في البلاد الإسلامية؟

     ج15: هذا الوهن هو بسبب الانهزام الداخلي , والانهزام ناتج عن حبّ الدنيا وكراهية الموت كما في الحديث؛فالدنيا عند هؤلاء أغلى من العقيدة والمنهج لأن العقيدة والمنهج سَطْحيَّان عندهم ، ولأجل ذلك صاروا أحرص الناس على حياةٍ مهما كانت خانعةً هذه الحياة ، تماماً مثل بعض أهل الكتاب ، واتَّبعوا سَنَنَ أهل الكتاب في ذلك كما في المتفق عليه ، وأصبحوا بسبب حرصهم على الخنوع يحاولون مسايَرة التيار العالمي والتعايُش معه والتَّخَفُّف من أعباء المنهج والقِيم الإسلامية .

     س16: ظهر في هذه الأيام دعاة يصفون أنفسهم بصفات كبيرة كالتجديد والتنوير...وينكرون ما هو معلوم من الدين بالضرورة مثل بعض الحدود , وينكرون كثيراً من الأحاديث التي لا توافق عقولهم حسب ادعاءاتهم,وقد تأثر بهم بعض الشباب,ما تعليقكم عليهم؟وكيف تردّون على مثل هذه الأطروحات؟وما نصيحتكم لهؤلاء الشباب؟

     ج16: المنهزم يحاول تبرير انهزامه بأنّ العدوَّ المنتصر كان على حق !!  وأن المنهزم بحنَكته وذكائه عرف ذلك الحق من وقت مبكر !!  فهو لذلك يتبنَّى الخروج من جلده , ويسارع في الافتخار بعداوته لبني جنسه الواقعين تحت الاحتلال و عداوته لمنهجهم وشريعتهم , و يمارس العداوة تحْت غطاء ومُوضة التحرُّر والليبرالية والعقلانية والانفلات من الغيبيات وتوابعها من القِيم !! مع أن هؤلاء المنهزمين لو عقَلوا لوجدوا أن الأعداء أنفسهم منطلقاتهم دينية غيبية مهما خادعوا .

     فقيام دولة اليهود مثلاً  كان بتعاون يهودي صليبي؛فهِرْتزل اليهودي عقَد مؤتمره في سويسرا آخر القرن التاسع عشر للإعداد لقيام دولة اليهود في أرض الميعاد - كما يزعمون - , وبلفور البريطاني وعَد بتحقيق ذلك ، ودولته سهّلتْ خطوات إقامة دولة اليهود أثناء الانتداب البريطاني على فلسطين ، وقامت دولة اليهود فعلاً وساندتْها دول الغرب كلها بدافع ديني غيبي ، وهو التمهيد لنزول المسيح في أرض يحكمها قوم المسيح بنو إسرائيل بزعمهم , وهم يعلمون من التلمود أن هذه الدولة لن تدوم طويلاً فمدتها 76 سنة كما نقل ذلك محمد أحمد الراشد عن التلمود في كتابه الأخير (الردّة عن الحرية) ومع ذلك صمّموا .. والتلمود شرْحٌ على التوراة .

    وهذا كيسنجر اليهوديّ الذي كان وزير خارجية أمريكا في السبعينيات من القرن الماضي يكتب في صحيفة أمريكية في أكتوبر 2012م كما تناقلت ذلك وسائل الإعلام ومنها قناة الجزيرة في ذلك الحين أنه بقي على سقوط دولة اليهود 10 سنوات , فالقوم يعتمدون على دينهم المنسوخ وغيبياتهم التي بعضها خرافات , وبعض أبناء جلدتنا منسلخون عن دينهم المتين الخاتم , ولعل ذلك تصديقٌ لحديث فتنة الدهيماء عند أحمد وأبي داود التي يتمايز فيها الناس إلى فسطاطين ، فيصبح فيها الرجل فيها مؤمناً ويمسي وقد انسلخ من إيمانه نسأل الله العافية .

    واليهود أقاموا دولتهم التي تعتبر نفسها مسؤولة عن الدفاع عن أي يهوديٍّ في العالم بدافع غيبيٍّ دينيٍّ منحرفٍ محرَّف !! فأين دولة المسلمين التي تعتبر نفسها مسؤولةً عن الدفاع عن أيِّ مسلم في العالم بدافع دينيٍّ صحيح ؟!.

     س17: هناك ممن ينتسبون إلى أهل العلم ولكنهم يفرِّغون كثيراً من أوقاتهم لنقد الدعاة والعلماء العاملين والحركات الإسلامية ومحاولة إلصاق التهم المتنوّعة بهم,ما رأيكم في مثل هذا؟وهل هذا المنهج من الإسلام أم مخالفة شرعية؟نرجو التوضيح.
     ج17: في هذه الظروف يحتاج المسلمون إلى جمْع الكلمة ما أمكن لمواجهة مؤامرات الأعداء في سعيهم لاجتثاث الهُويَّة الإسلامية والإبادة الجسدية للعلماء والدعاة إن استطاعوا , وليس معنى هذا السكوت عن المنكرات أو البدع إن وُجدت , ولكن يكون النهي عنها بحيث لا يؤدي النهي إلى ما هو أنكر ، أو إلى تمزيق طاقات المسلمين التي يمكن أن تواجه المؤامرات , ومعلوم أن المفاسد الأدنى تُحتَمَل لدفع المفاسد الكبرى , ويتمّ تأجيل مواجهة الشرور الأدنى لمواجهة الشرّ الأعظم , والمفروض تَرْك تقدير ذلك و تَرْك طريقة المعالجة لكبار العلماء والدعاة الذين يُفترض أنهم يقودون الناس ، قال تعالى: (وإذا جاءهم أمرٌ من الأمنِ أو الخوفِ أذاعوا به ولو ردّوه إلى الرسولِ وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنْبِطونه منهم) النساء .

     س18: لماذا فضيلة الشيخ كثيرٌ من الناس يَشْكُون من اختفاء كثير من العلماء واكتفائهم بالتأليف أو الجلوس مع الخواص,ولم يَعُد لهم محاضرات ولا ندوات ولا تلك الأنشطة التي كانت تقام في السابق,ما السبب وما الحل في رأيكم؟وخصوصاً ممن يسكنون داخل جامعة الإيمان والذي يراه البعض هروباً من حقل الدعوة ومقاومة الطغاة والظالمين والمفسدين؟

     ج18: تتابُع الفتن وكثرتها وضخامة المؤامرات وضعْف الأمن أو انعدامه ربما أدّى إلى ذلك , وهنالك من يرى العُزلة بسبب شيوع ظاهرة التخاذل وإعجاب كل ذي رأيٍ برأيه , ولكن الحقيقة أنه لا يزال في الناس خير كثير, وفي عدد من البلاد ومنها اليمن ، و المنتَظَر أن نَفَس الرحمن- أي فَرَجه - سيأتي من قِبَل اليمن كما في حديث أحمد كما سبق , فلا بد من الصبر ومواصلة العمل والنشاط قدر الإمكان ، ولا تزال طائفة على الحق ظاهرين ، والعاقبة للمتقين.

     س19: أخيراً فضيلة الشيخ ما نصيحتكم عبر هذه الشبكة لأهل اليمن ورجالاتها؟

     ج19: نصيحتي لأهل اليمن ألّا يُصابوا باليأس ، وأن عليهم المزيد من التماسك وجمْع الكلمة تحت راية الشريعة وتقوية الصلة بالله و مواصلة العمل ، فهم أهل المدَد ورجال الفتوحات في الماضي كما دلّت النصوص والوقائع , وكذلك سيكون دور اليمن في المستقبل بإذن الله مع بلاد الشام في إعادة الخلافة دوراً رائداً كما تدل النصوص , وقد جرّبنا خلال نصف قرن كيف تجاوز اليمن الحروب ومحاولات التخريب والتمزيق وطمْس الهُويَّة , وبقي وضع اليمن نسبيًّا أحسن من وضع غيره , (واللهُ غالبٌ على أمرهِ ولكنَّ أكثرَ الناسِ لا يعلمون) يوسف .

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©