·
شخص ملتزم بالدين ، محافظ على
أركان الإسلام وشعائره وأخلاقه وأحكامه في
شئون الحياة ، حريص على الشريعة وتطبيقها .عاش
أربعًا وسبعين سنة، ووافاه الأجَل أوّلَ
الأسبوع الماضي .
·
بسيط متواضع قريب من الناس عاطفيٌّ يستطيع
أن يصل إليه من له حاجة ، رغم علو مكانته
ومنصبه و تاريخه ، فيقوم بقضاء حاجة من يقصده
... بالمال ، أو بالعمل على رفع المعاناة عنه
أو رفْع الظلم إن كانت له مظلمة عند أحد ، أو
بالمراجعة له عند المسئولين إن كانت له معاملة
، أو بالشفاعة له في الخارج عند مَن للشيخ
كلمة عندهم .
·
يقوم بالتوسُّط في حل المشاكل والصلح بين
الأفراد أو بين القبائل أو بين شيوخ القبائل
أو بين أيٍّ من هؤلاء وبين الدولة .... إلخ .
و لا يتبرّم من كثرة الناس ومن كثرة المراجعات
و المتابعات ، و ترى في مجلسه الفقير والمتوسط
والغني والتاجر والمزارع والشيخ والوزير
والضابط والداعية والعالم ، وهو يُقْبل عليهم
جميعا ، ويتلطف معهم ، و يلبي طلباتهم ...
·
يستقبل الدبلوماسيين و السفراء والوفود
الخارجية وبعضها عالية المستوى بلباسه
التقليدي الوطني الذي يعْتَزُّ به ، و يسافر
به إلى الخارج في أسفاره الرسمية ، ويتحدث
بتلقائية و عُمْق . ويحرص على إظْهار ولائه
لدينه واعتداده به ، و يُصرِّح في شجاعة
بالتبرُّؤ ممّن يُحاربون أمّته ودينه كاليهود
وحلفائهم من الأوربيين والأمريكان .
·
يُقَدِّم المعونات الجزيلة للجمعيات
والمؤسسات والهيئات والمعاهد والجامعات
الخيرية ، ويدعم المشاريع العامة ، و يساند
الأنشطة الموسمية والدورية النافعة على مستوى
القطر أو بعض جِهاته .
·
يُقَدِّم الدعم المادّي الغزير والمعنوي
الكبير للحركات الإسلامية ، و للمجاهدين بشكل
دوري ومستمر ، و لاسيما في فلسطين ، ومن قبل
في البوسنة و الشيشان وأفغانستان وغيرها .
ويُسْهِم في تقديم الإغاثات عند الكوارث داخل
البلد وخارجه . وقد أنعم الله عليه بالثراء
الواسع ، وتيسّر له بذلك مواجهة النفقات
الكثيرة .
·
يواجِه مع الصالحين الانحرافات والمنكرات في
البلد ، فقد واجهوا الشيوعيين و العلمانيين و
المخرّبين و الانفصاليين ، كما واجهوا الرؤساء
والمسئولين الذين وقعوا في السلبيات ، وكان
النصر له ولمن معه في كل مرة بفضل الله . وكان
لهم النجاح بتوفيق الله في محاولة الإبقاء على
تحكيم الشريعة في البلد ، وكبْت المنسلخين
عنها ... ومن مواقفه المشهورة موقفه مع
العلماء في حادثة سبّ الله التي تأَثَّر لها
كثيراً ، ودَعَم المحتسبين فيها .
·
عاصَر على مدى خمسة وأربعين عامًا خمسة من
الرؤساء هم :السلال والإرياني والحمدي والغشمي
وصالح ، وكلهم يحتاجون إليه لثقله الكبير
الفريد في البلد ، وكان يناصحهم ، ويدْعمهم
ويتأوّل لهم ... فإذا وجد ما لا يجوز الصبر
عليه شرْعاً عمِل مع غيره على استبدالهم
وينجح بإذن الله في ذلك .
·
يتمتع بالحكمة والحلْم والصبر ، فقد مرّ
بمراحل عصيبة ، وكم وقعتْ عليه من إشكالات و
استفزازات كما في فترة حكْم الرئيس الحمدي على
سبيل المثال ، ولكنه صبَر و صابَر دون أنْ
يُسْتدرَج إلى مواقف طائشة . كما أنه يلتزم
بالإنصاف ..فعند دخول العراق الكويت مثلاً
استنكر ذلك بوضوح ، وعند حصار أمريكا للعراق
استنكر ذلك وندَّد به ، وكذلك عند ا حتلال
العراق وقتْل صدّام ...
·
يقف مع العلماء والدعاة في قضايا الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر وتطبيق الشريعة
والولاء والبراء إلخ.... فقد كان مع الأستاذ
الزبيري في مواقفه ، و مع الشيخ الزنداني ،
ووقف ضد الرئيس الإرياني عند ما حَبَس الشيخ
عمر .... و حضَرتُ ذات مرة إلى بيته ، واستأذن
عليه في الدخول بعض شيوخ القبائل وبعض العلماء
، فقال نبدأ بالعلماء ... وكان مع مؤتمر
خَمِر و مع مؤتمر الوحدة و السلام و مع
المعاهِد و مع جامعة الإيمان ، ومع الصالحين
المُهَمَّشين في التربية والتعليم وغيرها من
الوظائف الحكومية بسبب مواقفهم الشرعية ...
إلخ .
·
مِن أجْل ثقله ومواقفه كان اليهود
والأمريكان يكرهونه ، وكانوا يُلَمِّحون على
طريقتهم أنه يدعَم الإرهاب ، و لم يسْلَم من
المؤامرات ، و كان يُرجِّح أن ما حدث له في
السنغال إنما كان مؤامرة اغتيال نجا منها بفضل
الله ، وأُصيب بكسور في يديه .
·
كان حريصًا على عدم إذلال شعبه ، و على سبيل
المثال كان يقف بصلابة أمام محاولات نزْع
السلاح رغْم أنه رأْسٌ في السلْطة ، ويرى أنه
يُكتفَى بالقانون الموجود الذي ينظِّم حمْلهُ
، وهو قانون ٌرصينٌ منصِف ، وقد تصدّى
لمحاولات تعديله و تفريغه من محتواه ، لأنّ
محاولات التعديل و التفريغ هدفها
النزْع لِإرضاء الأمريكان الذين يسْعون لأذلال
الشعوب ، فيَتَعَرَّض أيُّ شخْصٍ للقتل ــ في
إطار سياسة الفوضى الخلّاقة التي تتبناها
المخابرات الأمريكية ــ دون أنْ يتمكّن الشخص
من الدفاع عن نفسه . وقد احتجّ الشيخ في
مقابلة مع قناة الجزيرة قبل سنتين بوضْع
أمريكا نفسها التي ينتشر فيها السلاح انتشارًا
واسعاً نتيجةً لأن سياسة الدولة تقضي
بانتشاره ، والقانون هناك يسمح بذلك و
يُنظِّمه ، لأن انتشار السلاح يدْعم الدولة في
مكافحة الجريمة ، والمجْرم يتوقّف غالبًا عن
الإقدام على جريمته عندما يعلم أنه سوف يجِد
مَن يُواجِهه بالسلاح من المواطنين قبل الشرطة
.
·
يحب المسلمين جميعا ، ويحب أبناء بلده دون
تمييز أو عصبية ، و قد سمَّى أبناءه بأسماء
القبائل اليمنية ، وزوَّج أبناءه و بناته
وأقاربه من مناطق متعددة كالحَدَا والحَيمة
والحُجَرية ، وقال في مقابلة تلفزيونية معه
عندما طال بقاؤه في الخارج للاستشفاء بعد
الحادثة التي تعرّض لها في السنغال :
سلامِي على صنْعَا ومَن حلَّ في صنْعَا سلامِي على
أهْلي وكلّ اليمن أهْلي
وتأثَّر الناس بهذه الكلمات كثيراً .
·
وأخيرًا هو إنسانٌ من الناس يصيب ويخْطئ ،
وليس بمعصوم من الذنب و الزلَل ، و عفْو
الله واسع ( وإنّ ربك لَذُو مغفرةٍ للناسِ على
ظلمِهم) الرعد ، وإذا ظهر له الخطأ يتراجع
... وقد نظمْتُ فيه قصيدة ذكرْتُ فيها ما
عرفتُه عنه ، بحكْم المخالطة له فترةً من
الزمن ، و لا أزكيه على الله ، وأسأل الله أنْ
يغفر له ويرحمه ويغفر لنا ويرحمنا ويُلحقنا
جميعًا بالصالحين ، والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه .
|