بتاريخ 14/4/1426هـ الموفق 23/5/2005م


المصحف أعظم مقدس للمسلمين في الأرض؛ لأن فيه كلام الله، والكلام -كما هو معلوم- صفة من صفات الله جل وعلا، قال تعالى: (( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ ))[العنكبوت:51].
وإذا كانت أيدي الكفر والعدوان قد امتدت لتدنيس المصحف بكل وقاحة واستهتار؛ فإن هذا داخل ضمن ابتلاء الله للمسلمين في هذا العصر، ومنهم الحركات الإسلامية وقياداتها.
(( وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ))[محمد:4]، والأمر كما هو ظاهر لم يقع مصادفة أو تصرفاً من أ فراد، وإنما هو جزء من برنامج حاقد ينفذه المغضوب عليهم والضالون، فمن قبل ذلك انتقدوا على ألسنة قياداتهم خطبة الجمعة، وقالوا بأنه لا يتفق مع الديمقراطية أن يملي شخص كلامه على الحاضرين وهم صامتون، وإنما الذي يتفق مع الديمقراطية الحوار بين المتكلم والسامعين.
وقالوا أيضاً بأنه لا يتفق مع الديمقراطية أن يحتكر الرجل منبر الجمعة، لا بد -من منطلق المساواة الديمقراطية- أن تخطب المرأة خطبة الجمعة كما يخطب الرجل، ولم يكتفوا بالتنظير للمسلمين، وإصدار فتوى معلبة لهم بذلك، وإنما قاموا بإصدار الفتوى وتنفيذها في أكبر عواصمهم، واستأجروا المرأة المطلوبة لكي تخطب خطبة الجمعة، كما استأجروا الحاضرين والحاضرات بالزى المطلوب الكاشف للعالي والأسفل.
ومن قبل هذا وذاك لم يمنعهم الحياء من أن يؤلفوا ما سموه ( الفرقان الحق)، وينشروه بدلاً عن القرآن العظيم، بكل ما فيه من التهافت والسخافات والباطل، ولم يخجلوا من الله ولا من خلقة ولا من المسلمين! كما لم يخجلوا بتلفيق ما يشاءون من المبررات لاحتلال ديار المسلمين، ثم يعترفون بالتلفيق كما في حال أكذوبة أسلحة الدمار الشامل واحتلال العراق من أجلها.
ومع ذلك لم يتركوا العراق، بل ولم يعتذروا مجرد اعتذار! ويملئون السجون بالأبرياء في (غوانتنامو) وفي (أبي غريب) وفي (النقب) وغيرها، ويخطفون الناس كما فعلوا مع (الحيلة) ومع (المؤيد)، وكل ذلك -وغيره الكثير الكثير- يمضي تنفيذاً لبرنامج الحقد دون خوف من حسيب أو رقيب، ودون اعتبار لأي معنى من معاني الإنسانية أو الحياء، وصدق الله العظيم (( إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُبِيناً ))[النساء:101].
فإذا كانت هذه منطلقاتهم وأرضيتهم، فيا ترى من أي منطلق وعلى أي أرضية ممكن أن يتم الحوار مع هؤلاء؟!!
 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©