بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة لصديق عن قراءة المرأة القرآن أمام الرجال الأجانب

      إلى ..............................................      حفظه الله

       السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

       أحمد إليك الله الذ ي لا إله إلا هو ، و أسأل الله لنا جميعــــا العفــــــو والعافيـــة . وأرجو أن تصلك رسالتي وأنت بخير .

       لقد كان موجب هذه الرسالة هو مسابقة القرآن التي تم عرض حفلـــها في التلفزيون ، وكذلك عرض حلقاتها وفيها النساء القارئات ،  وكان لكم موقع في اللجان القائمة على ذلك ، فرأيت من الواجب أداء النصيحة والتذكير   .

     المرأة فتنة كما هو معلوم ، و ليس هنالك فتنة أضر على الرجال من النساء كما في الحديث الصحيح  ،  ويجتهد الغرب في هذه الأيام أن يستــــغل نفوذه الواسع في ديار المسلمين لتعميم هذ ه الفتنة ، و عندما يجد فرصةً لصبغــــها بالدين فإن ذلك يكون أحب إليه ، لأن ذلك يكون أبلغ في خداع الناس  …         وقد حرصت أمريكا أن تقيم صلاة جمعة : تَخطُب وتؤُمّ و تؤذن فيها النســــاء ،  و يختلطن في الصفوف مع الرجال ... كجزء من المخطط في محاولة هز القواعد والثوابت عند المسلمين بخصوص المرأة .

     إن جلوس الشباب القارئين في المنصة بجوار الشابات القارئات  ،  و جلوس بعض الشيخات من قبل ذلك في اللجان بجوار بعض المشايخ  … و الاستفتاح بقراءة  امرأة مع حضور عِلية القوم …. وبث ذلك عبر وسائــل الإعـــــلام مع السكوت العام المصاحب ... لهُو كسْرٌ مشهود للحواجز ، و مكسبٌ كبــير في نظر دعاة المساواة  ، وانتصار هامّ بحساب الماكرين.... في ظل حمّى الكوتـــا ، والسعي للتقنين لمَِا يسمى إزالة التمييز ضد المرأة، وبروز دعوة الجندر ، وانتشار رياضة المرأة ، وتجنيد المرأة …… إلخ . و في ظل نشاط عشرات المنظـــــمات الأجنبية والمحلية في ذلك .        ورحم الله الشيخ عمر أحمد سيف  عندما لم يقبل أن تقرأ إحدى المجنَّدات للشرطة القرآن في حفل تخرجهن بحضوره ، لأنه اعتـــبر ذلك بمثابة الإقرارمنه ، فصمّم على أن يقرأ هو ، وارتجل بعـــد ذلك موعظـــة عصماء نصح بها المسؤولين والمجندات ، و ذكّرَهم بالأحكام والضوابط الشرعية ومنها الحجا ب والمنع من الاختلاط والخلوة و غير ذلك .

      إن الماكرين يعلمون كيف يستفيدون من هذا المكسب و يطوّرونه ...وإذا حدث ما حدث اليوم من قراءة القرآن في وجود الحجاب فيمكن مع الأيام أن يحدث للحجاب انحسار تدريجي ، كما حدث من قبْل للعديد من المدرِّســـات والإعلاميـات والموظفات و غيرهن ، لاسيما والأجواء تعصف في هذا الاتجاه .

     و تعلمون أن الفقهاء حرصوا من باب سد الذرائع على منــــــع المرأة من الأذان ، و من الجهر بالقراءة في الصلاة في حضرة الرجال الأجانب ، كمــا أن الرسول عليه الصلاة والسلام خصّ النساء بالتصفيق في الصــــلاة دون التسبيح الذي جعله للرجال ، تأصيلاً لهذا الباب ...  و صوت المرأة مع التغنّي لا شك أنه فتنة ، ولذلك تتحاشى الإذاعات والقنوات تصدير قارئات للناس ، مراعــــاةً للرأي العام الذي لا يزال يحتـــــــكم إلى الشرع في كثـــــير من الأمور  ………   فمشاركتكم في كسر الحاجز أمر خطير ، و ما أجزْتموه مرّةً ، فما المانع أن يكون جائزاً مرات ؟! لقد سننْتم سنة ، بل أظنكم ابتدعتم بدعة سيتلقّفها المتلقّفون !   ومسؤولية عواقب الانتشار لها و الامتداد تقــــع ــــ كما تعلمون ـــــ بالدرجة الأولى على الروّاد ...

    إن الافتتاح بالقرآن بقراءة امرأة في حفل عام في بلد الإيمان والحكمة من دون سائر البلاد ، ثم ظهورالقارئات بالقرب من القارئين ، وظهور بعض الشيخات بالقرب من المشايخ سابقة تدْمي القلب … وإذا لم تكن تصبُّ  فرضاً في خانة المحظورات ، فإنها قطعًا تصب في خانة الشبهات ، والمؤمنون وقّافـــــون عنــد الشبهات ….  

     إن اقتراب المرأة من الرجل الأجنبي ممنوع شرعاً في العبادة وغيرها ، و لذلك كان شر صفوف النساء أوّلها في الصلاة بسبب القرب النسبي من الرجال رغم وجود المسافة الفاصلة ، ورغم عدم وجود المواجهة  … و كان اللازم على المرأة أن تطوف بالكعبة بعيدا عن الرجال …  وعند المشي في الطريق ليس للنساء أن يحقُقْنَ الطريق ــ يمشين وسطه ــ وإنما يمشين في حوافّه بعيدا عن الرجال كما في الحديث ... فكيف بعد هذا يستجيز من يستجيز أن تجلس الفتاة قريبـــةً من الفتى ويسمع صوتها وأنفاسها وهي تجتهد أن تتغنّى بالتلاوة ، وتصدر عنــها التلاوة على أحسن وجه ؟1 و كيف عندما تجلس الشيخة قريبا من الشيــخ ؟! وكيف يجوز أن تكون المرأة منْظراً للمشاهدين على هذ ه الصفة ؟ وإذا كانــوا سوف يغضّون أبصارهم ... فلماذا تصعد المرأة إلى المنصة إذن؟ وما هي الحكـمة من صعودها ؟!    لا أجدُني محتاجا للاسترسال في الكلام مع مثلكم ، وقد  ..................................

     أسال الله أن يحفظني وإياكم وسائر إخواننا من مضلات الفتن ما ظهر منها ومابطن ، وأن يعصم قلوبنا من الزيغ ، فالقلوب ــ كما تعلمون ــ بين إصبعين من أصابع الرحمن ، وأسأله ــ سبحانه ــ أن يديم محبتــنا فيه ، و علاقتــــنــا في مرضاته ، وأُخوّتنا في طاعته ، وأن يستعملنا في الخير ويجعلنا  مفاتيح له ، وأن يُجنّبنا الشر و يجعلنا مغاليق له ، وبالله التوفيق ، وجزاكم الله خيرا ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

محبكم : محمد الصادق     

23رمضان1428هـ  5أكتوبر2007م                                                                                                                          

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©