منشورات من صفحة الفيسبوك
 

https://www.facebook.com/Mohammed.Assadk
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه .
نسأل الله أن يجعلنا ممن يصوم نهار رمضان ويقوم في ليله .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اللهُ يَا رَبَّـاهُ تَشْكُوْ أُمَّـةٌ *** بِـجِـرَاحِـهَـا تَـتَـزَاحَـمُ الآَلَامُ
فَامْنُنْ بِفَضْلِكَ فِيْ شِفَاءِ جِرَاحِهَا *** وشِفَاؤُهَا أَنْ يَحْكُمَ الإِسْلَامُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماضٍ معَ القَدَرِ المَقْدُورِ في جَلَدِ *** آمَنْتُ باللهِ والتوحيدُ مُعْتَقَدِي
الحمدُ لِلَّهِ يَقْضِي ما يشَاءُ بِنا *** سُبحانَهُ خَلَقَ الإنسانَ في كَبَدِ
واخْتَصَّ بالغَيْبِ والتَّقْدِيرِ خالِقُنا *** لا يَعْلَمُ الناسُ ما يُخْفِي لِيَومِ غَدِ
أقْسَمْتُ يا نَفْسُ أنْ تَسْتَكْثِري أَمَلًا *** لو تَعْلمُ النَّفْسُ ما في الفَأْلِ مِن رَشَدِ !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأعداء لا ينصحون :
الذين يظنون أن الدول والمنظمات الصليبية واليهودية ومن في فَلَكها يمكن أن تنصح في إيجاد حلول لقضايا المسلمين هم واهمون إلى أبعد الحدود , والمسارعون إمّا أن ينكشف لهم الوهم فيعودوا إلى فسطاط الإيمان ؛ أو يزدادوا عمًى فيغرقوا في فسطاط النفاق الذي لا إيمان فيه , قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ , فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم} المائدة , وقال تعالى : {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِير} الأنفال .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استراتيجية الدولة الكبرى :
لماذا تعجز الدول الكبرى عن نشْر الاحتلال أو الفوضى الخلاقة أو القتْل على نطاق واسع في الكيانات الكبرى المماثلة كروسيا أو الصين أو الهند في حين يحصل ذلك في بلداننا ؟ .. والجواب أننا فقدنا العَمْلقة ؛ فالفيل أصبح أرانب والسدّ أصبح أحواضاً والشجرة أصبحتْ أعشاباً , ودولتنا الكبرى أثْخنها الأعداء فتقاسموا تَرِكتها فأصبحتْ دويلات , فلا بدَّ أن تكون استراتيجية العاملين للإسلام إعادة الدولة الكبرى مهما كلَّفهم ذلك من الجهود والسنين لأنها تضحياتُ بناءٍ وهي خير من تضحيات الخنوع التي سنظل ندفعها إلى أن نجتمع , قال تعالى : {ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} الأنفال .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علْكَة الكذِب:
قال الشيخ وجدي غنيم : السياسة في هذه الأيام فنُّ الكذِب !!.. وصدق .. ويُضاف الإعلام !!.. فالكذِب فيهما علْكٌ يعْلكه اللوبيُّ الأُمَمِيُّ الدَّوْلِي الإقليميُّ المَحَلِّي للتخدير العبَثِي وتمرير الوقت لِإِكْمال المخطَّطات في قضايانا وهي قضية فلسطين منذ ثُلُثَي قرْن ، و جميع قضايانا الأُخْرى كقضية اليمن ، ومَن يُحْسِن الظن بهم أو يمارِس العلْك معهم في السياسة أو الإعلام !! فإنه لا يستفيد من عقْلِه !! قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) آل عمران .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يوجد شخص مُصرّ على ترويج شبهات وتحريف مفهومات فإنه لا يجوز السكوت على إصراره وأضراره , لأنه مصابٌ بأمراض مُعْدِية يَنشُرها بين الناس وقد يظهر وكأنه من الأطباء , فلذلك تقتضي المصلحة الشرعية تحذير الناس حتى لا يصابوا بالأمراض التي ينشرها , وأهميَّة كشْفه للناس بقدر الحاجة دون زيادة تجعل ستْره نوعاً من المَفْسدة ومعاونةً له على العدوان .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغربيون سدَنة مزعوم الديمقراطية (الدهيماء) في العالَم , ويُرَكّزُون على بلاد المسلمين , وقد وظَّفُوا أموال وإمكانات بلاد النفط في تعميم نُسَخ الديمقراطية الدَّمَوية ، كمِثْل النسخة المصرية السيسية ، والنسخة الليبية الحفْتَرية والنسخة اليمنية البِنْعُمَريَّة ، والنسخة التونسية السِّبْسيِّة قَبْلَ القَبْريَّة !! ولم يَنْسَوا أن يُتْحِفوا مِثْل العراق وسورية وأفغانستان بالانتخابات الديمقراطية تحت وابِل القذائف ونِثَار الأشلاء .. أثْخَنُوا بُلْدانَنا بديمقراطيَّتهم الدَّمَويَّة فأرْهَقُوا الديمقراطية العليلة !! بلْ أَثْخَنُوها أكثَر مما أثْخَنَتْ ، حتى أصابَها موْتٌ سريريٌّ بفضْل الله ، وحَمَّلُوا المَفْتُونين بها المستحيل !! حَمَّلُوهم مسؤولية إنْعاشِها من الموت !! لقد وضعوهم في مُرَبَّع الفشَل الأبَدِي بعد انكشاف أُكْذُوبة الديمقراطية !! (إلَّا أن يتُوبوا) .. فيا تُرَى بعد ذلك .. ما هي النُّسْخَة التي يَدَّخِرُها السَّدَنة لبقِيَّة بلاد النَّفْط ؟!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استراتيجية أشراط الساعة :
منْظومة أشراط الساعة مترابطة ومنها الجنود المجنَّدة .. والمقصود الاستفادة من المنْظومة ووضْع الخطط الاستراتيجية في ضوئها , لأن الأشراط سوف تقَع حتماً , فإن تَشرَّف العامل بإدْراك بعضها وإلا فهو عملٌ إيجابي يعود نفعه للأجيال القادمة كغرْسِ الأشجار يستفيد منها الناس ولو لم يدركْها الزَّارِع , وعملاً بهذه الاستراتيجية سعَى الصحابي أبو أيوب في فتح القسطنطينية , ووجُود قبْره عند سُوْرِها حافزٌ إيجابي إلى أن تمَّ فتْحها بعد أكْثر من ثمانية قرون . وبعض الأشراط تتفق عليها الديانات الثلاث مثل قيام كيان لليهود حتى ينزل المسيح بين قومه بزعْمهم ؛ فهرْتزِلْ وبلفور وسائر أهل الكتاب خطَّطوا وعملوا لذلك , والمسلمون يعتقدون من نصوصهم أن اليهود يجتمعون لمصير أسْود , وأن المسيح سينزل ولكن عند المسلمين , ومعركة هرْمجدون موجودة في الديانات الثلاث ويسميها المسلمون الملْحمة الكبرى , وعودة خلافة المسلمين معروفة في الديانات الثلاث ولذلك يجتهد أهل الكتاب لعرْقلتها , والروافض أقاموا دولتهم منذ أكثر من ثلاثة عقود وتغاضَى عنهم الغرب وسمَّوها ولاية الفقيه انتظاراً للخلافة . وبقي على أهل السنة رسْم استراتيجيتهم وتوديع العشْوائية وتَيْئِيْس الأعداء من اسْتِغْفالهم فالحق معهم كما في النصوص وهو في النهاية عمل إيجابي لأنه إعدادٌ لإقامة كيان كبير لتحْصينهم طال الزمان أم قصُر ... والصلاة خير من النوم !!..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حديث الجنود المُجنَّدة في الشام والعراق واليمن مع مدْح جُنْد الشام أولاً وجُنْد اليمن ثانياً ومع أمْر اليمنيين أن يَسْقُوا مِن غُدُرِهم .. حديثٌ رواه أحمد وغيره وذكره ابن تيمية في فضائل الشام وذكر الألباني أنه صحيح . ونظن أنه يعني بالغُدُر السدود , بمعنى أن يعتمد اليمنيون الممدوحون - بعد الله - على قُدراتهم لا على الخارج ؛ لأنه لا يوجد في الخارج من يعينهم بل على العكس !!
هذا الحديث معجزة نبوية , ففي الشام اليوم - فيما نظن - جنود ممدوحة غير منافقة في غزة وفي سورية وغيرهما . وبوادر الجنود الممدوحة غير المنافقة بدأت في قبائل اليمن ولها قيادات ميدانية مُحنَّكة فيما نظن إن شاء الله , والسدود تكاثَرَتْ في اليمن وعلى رأسها سدُّ مأرب . وجنود اليمن ستقف بإذن الله في وجه المؤامرات وستحافظ على اليمن وعلى خصائصه التي في النصوص ؛ فالإيمان يمانٍ والفقه يمانٍ والحكمة يمانية , واليمن أرض المَدَد الجهادي , ونَفَس الرحمن - أي الفَرَج للأمة - يأتي من قِبَل اليمن .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما دام أن هادي (انْعَمَل) للانقلابيين من قَبْل , فلماذا لا تستفيد القيادات التي أقصد بها (أصحاب الحُنْكة العالية الميدانية والسياسية في ضوء الشرع) فتتعامل مع بُرُوْدَة هادي بالحكمة ويأْطِرونه على الحق قبل أن يأطره اللوبي على الباطل ؛ فالشرع يُقدّم مصلحة الأمة على الفرْد , حتى يتاح لهذه القيادات الحفاظ على ما تَبقَّى من المحافظات اليمنية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج هادي إلى عدن بطريقة غامضة في ذِكْرى اختياره رئيساً , وقبل يوم من انتهاء مدة تحديد البرلمان لموقفه من استقالته , وبعد إرساله أسلحةً وأموالاً كثيرة إلى المحافظات الجنوبية على دَفعات , وبعد تفاهُماتٍ سابقة مشهورة مع قيادات الحراك .
وبعد صدور بيانه البارد ربما تكون العملية محاولة للتجميل وربما يتكرّر في المحافظات الجنوبية سيناريو تسليم المحافظات الشمالية واحدة بعد الأخرى ولكن في هذه المرّة لحساب الحراك أو نحوه , خاصة مع التساؤلات لماذا تأخَّر خروج هادي عن 21 سبتمبر أو عن 21 يناير أثناء اقتحام الرئاسة ؟ والموقف المعقَّد الآن يحتاج من القيادات إلى حنكة عالية ميدانية وسياسية في ضوء الشرع على قاعدة (لستُ بالخِبّ ولا الخِبّ يخدعُنِي) فالمنطقة كلّها في أتون الفوضَى الخلّاقة وسياسة فَرّق تَسُدّ التي تصنعها القوى الأجنبية , والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : "لا يُلدَغ المؤمنُ من جُحْرٍ مرَّتين" متفق عليه .
 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من المعاني اللغوية للدهيماء : العامة , والعامة هم الشعب , والديمقراطية - بزعمهم - حكْم الشعب , ففتنة الدهيماء هي فتنة الديمقراطية , والغرب يزعم تقديس هذا المزعوم رغم أنه يَدوسُه ؛ فالدول الكبرى في الغرب لا يحكمها في الحقيقة مزعوم الديمقراطية وإنما تحكمها اللوبيهات اليهودية المتحالفة مع الصليبية المُتَصهْينة عن طريق الخداع بالمال والإعلام والقوة , والأمم المتحدة لا يحكمها أيضاً هذا المزعوم وإنما لكل دولة كبرى حق الفيتو ولو وقف العالم كله في الطرف الآخر , ودويلة اليهود - في نظرهم - دولة ديمقراطية رغم أن الشعب الفلسطيني ذاق منذ قيامها كل الويلات مع أن اليهود كانوا أقلية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أطْلعني بعض الإخوة على مقال عن الجهاد لكاتبٍ شنقيطي , وكنت قد بدأت أحسن الظن بهذا الكاتب لأني سمعت أنه قد تعدّل ؛ فلما قرأت المقال وجدت الرجل لا زال يحمل شبهات واختلالات منهجيّة خطيرة كما سأشير الى بعض ذلك فيما سيأتي براءة للذمة , مع عدم الإخلال بإعجابنا جميعاً ودعائنا للعلماء والدعاة الشناقطة الذين عمّت الاستفادة منهم أنحاء العالم الإسلامي .
هذا الكاتب عرفْته قبل نحو عشرين سنة عندما كان مدرساً في جامعة الايمان بصنعاء وقد اشتهر في الجامعة وفي مقالاته في مجلة يمنية بأنه ينتقد الصحابة وينتقد منهج أهل السنة والجماعة بطريقة مغلّفة لا تظهر إلا للمتمعّن , ويزعم أن الأمة الإسلامية التي هي خير أمة أخرجت للناس تعيش أزمة في الحكم منذ حادثة السقيفة (أي منذ أيام أبي بكر والصحابة رضي الله عنهم) .
وقد انخدع بهذا الكاتب بعض السياسيين اليمنيين وبعض طلاب جامعة الإيمان مما دعا الدكتور عبد الكريم زيدان رحمه الله وبعض علماء الجامعة الى التحذير منه وانتبه لذلك رئيس الجامعة الشيخ عبد المجيد الزنداني حفظه الله , فلما شعر الكاتب بذلك اضطر لترْك الجامعة مع زميل له من نفس المَشْرب , ثم ذهب إلى أمريكا وبقي فيها أكثر من عشر سنوات وأخذ هنالك الدكتوراه واستمر يبثّ أفكاره وشبهاته , ثم انتقل إلى بلد آخر وأصبحت له مكانة تساعده بشكل واسع على نشْر أفكار يُدرك من يتابعها أن مُؤدّاها استفادة العلمانيين منها في برامجهم لعلْمنة السياسة في بلاد المسلمين وربط السياسة بالمنهج السياسي الغربي وكأنّ المسلمين لم يقيموا دولة عالمية كبرى وحضارة كبرى على مدى ثلاثة عشر قرناً ولم يُحْكِموا أمْر السياسة ؛ رغم أن المسلمين خير أمة أُخرجت للناس ودينهم محفوظ بحفْظ الله له وفيهم الطائفة الظاهرة وهم حجة الله على الخَلْق .
وعندما حصلتْ الأحداث خلال السنوات الأربع الماضية وفرَضَ الغرب مع أذياله مؤامراته على بلاد المسلمين حتى أوصلوها إلى المواجهات المسلحة ولم يَعُدْ هنالك رواج للعلْمنة السياسية التي كان يُرَوّج لها العلمانيون وبعض الكُتّاب أراد الآن بعض الكُتّاب استباق الأمور بمحاولة علْمنة الجهاد .. وبخصوص المقال الذي نحن بصدده نجد على سبيل المثال أن الكاتب يُركّز في مقاله على أن الجهاد في الإسلام لا يحتاج إلى لافته دينية ولا أن يكون الجهاد عقائدياً ولا أن يُوجَّه ضد الكفار فألغَى بذلك جهادَ الطلَب وجعل جهاد الدّفْع بدون لافتة دينية وغمَز الفقه الإسلامي بأنه الفقه الإمبراطوري (أي الإمبريالي الاستعماري) ، ولم يلتفتْ إلى مثل قول الله : {وقاتلوهم حتى لا تكونَ فتنةٌ ويكونَ الدينُ كلُّه لله} الأنفال , وقوله تعالى : {قاتِلوا الذين لا يؤمنون باللهِ ولا باليومِ الآخرِ ولا يحرِّمونَ ما حرَّمَ اللهُ ورسولُه ولا يَدِينُونَ دِينَ الحقَّ من الذين أُوتُوا الكتابَ حتّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عنْ يَدٍ وهُم صاغِرون} التوبة , وقوله تعالى : {فقاتِلوا أئمةَ الكُفْر} التوبة , وقوله تعالى : { فإذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فاقْتُلُوا المُشركينَ حيثُ وَجدتُموهم وخُذُوهم واحْصُرُوهم واقْعُدُوا لهم كلَّ مَرْصَدٍ فإنْ تابُوا وأَقاموا الصلاةَ وآتَوُا الزكاةَ فخَلُّوا سبيلَهم} التوبة , وقوله في الآية الأخرى : {فإنْ تابُوا وأقاموا الصلاةَ وآتَوُا الزكاةَ فإخْوانُكم في الدين} التوبة .
وتذرّع الكاتب بـِ(ألْ) العهدية لكي يَحصُر دلالات النصوص في مقاتلة الكفار المعهوْدِيْن في وقت نزول القرآن فقط , مع أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب , والنصوص العامة هي مرجعٌ للأمة في كل زمان ومكان وليس في زمن الرسالة فقط .
كما أن المقال يذْكُر تطبيق النبي صلى الله عليه وسلم للجهاد - وذلك جزءٌ من سُنّته القولية والفعلية والتقريرية التي هي المصدر الثاني للتشريع - يذْكُر ذلك بـ(التجربة النبوية) ومعلوم أن التجربة قابلة للخطأ والصواب , والنبي عليه الصلاة والسلام يُشَرِّع ولا يُخْطئ في التشريع ... إلخ ما في المقال من شبهات .
وهذا المقال وأمثاله يُفضي في النهاية إلى إضعاف المُنطلقات الدينية عند المسلمين التي هي في الأصل ضعيفة في هذه الأيام عند كثير منهم بفعل المؤامرات , في حين إن الأعداء حين يواجهون المسلمين يواجهونهم بمشاريع دينية ؛ فدولة اليهود مشروعٌ ديني في أرض الميعاد - بزعمهم - , ووعد (بلفور) وعدٌ بمشروعٌ ديني , ودعْم الغرب لدولة اليهود بدافع ديني , والحروب التي أعلن بوش الابن أنها صليبية بدافع ديني , وليست زلة لسان !! والفوضى الخلّاقة التي يُنفِّذونها في بلاد المسلمين اليوم بدافع ديني أيضاً , ويريد الأعداء من وراء ذلك أن يَنْزِف العملاق الاسلامي حتى لا يستطيع إقامة الدولة الكبرى من جديد التي تقف في وجه كافة الأعداء والمنافقين .
ومشروع المبتدعة (من روافض وخوارج) الذي يدعمه الغرب اليوم هو أيضاً مشروع ديني .
فهل يريد كاتب المقال وأمثاله من أهل السنة أن يتخلّوا عن أقوى سلاح لهم وهو الدين في مواجهتهم المصيرية مع أعدائهم من الكافرين والمبتدعة المدجَّجِين بأعتى الأسلحة وفي مقدمتها الدين ؟!
لهذا وجدت فَرْضاً عليَّ وعلى الغيورين على دين الله نشْر هذا البيان وإن كان على عجل , وبالله التوفيق .

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العقلاء لا يتجهون في علاج معضلاتهم إلى الدجّالين والمحتالين والنّصابين وإنما إلى المختصّين الناصحين والخبراء البارعين .
وأهل الكتاب في منهجيتهم عند الله مغضوب عليهم وضالّون , فلن يَهدونا وقد ضَلّوا , والذي لا يُصدّق لن يجد صعوبة أن يتحسّس الجراح والآلام التي أثخنونا بها في كل مكان وإلى الآن .

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الدول العشْر التي وقفتْ وراءَ ما سَمَّوهُ المبادرة والحوار في اليمن كانت تكيل الوعود بلا حساب لهادي ومَن سَايَرَهُ بتمْكيْنه وتمْكيْن ما يُسمَّى الديمقراطية وإقامة دولة اليمن الجديد .. حتَّى صدّق هادي ومَن على شاكلته فأطاعهم ونفّذ مُخطّطهم إلى أن وصَل إلى حالة لا يُحسَد عليها ففَقَد كل ما وَعدُوه به ودمَّر اليمن تحْت سمْع وبصَر هذه الدول .. وأخيراً سحَبَ (سَدَنة) الديمقراطية الكبار سفاراتهم إمعاناً في المَكْر والشماتة واستكمالاً لِلْأدْوَار بطريقة أخرى , ولهذا مثَلٌ في قول الله تعالى : {كمَثل الشيطانِ إذْ قال للإنسانِ اكْفُرْ فلما كَفَرَ قال إِنِّي بَرِيءٌ مِنْك} سورة الحشْر .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أعقَب إغلاق سفارة أمريكا في صنعاء مكْرٌ - مكشوف في الأخبار منذ البارحة - تَظْهَر معه السفارة وكأنها مطرودة مقهورة { وإن كان مكرهم لِتَزولَ منه الجبال } .
وأعظم ملجأ في مثْل هذه الظروف والفتن هو الإكثار من الاستغفار والإلحاح بدعاءٍ كدعاءِ الغريق كما ورد في بعض الآثار , ويؤكّد ذلك إلحاح النبي صلى الله عليه وسلم في بدر { إذْ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم } بعد الأخْذ بالأسباب الأخرى المتاحة , وإلحاح يونس عليه السلام في بطْن الحوْت الذي كان من بعده الفرج له ولكل من يدعو بذلك الدعاء , قال تعالى : { فلولا إذْ جاءهم بأسُنا تضرّعوا } , نسأل الله الفرج .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخيراً تردّد أن أمريكا ستغلق سفارتها في صنعاء , ولا غرابة في ذلك فقد وجدت أمريكا والدول الراعية للمبادرة الخليجية ( التي هي في حقيقتها مؤامرة ) من تطْمئنّ إليهم في اليمن في استكمال فصول المؤامرة على ما يرام تحت إشراف بريمر اليمن جمال بن عمر .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شرح حديث : " اعدد ستاً بين يدي الساعة " في 9 منشورات

     عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " اعدُدْ ستاً بين يَدَي الساعة : مَوتي ، ثم فتحُ بيت المقدس ، ثم مُوْتَانٌ يأخذ فيكم كقُعَاص الغنَم ، ثم استفاضةُ المال حتى يُعطى الرجلُ مائةَ دينار فيظلّ ساخطاً ، ثم فتنةٌ لا يَبقى بيتٌ من العرب إلا دخلتْه ، ثم هدْنةٌ تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرُون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا " رواه البخاري .
                                            (1)
هذا الحديث من معجزات الرسول وقد وقعتْ منه أربع علامات في الماضي وهي موت الرسول صلى الله عليه وسلم , وفتْح القدس على يد عمر رضي الله عنه , والمُوْتَان هو طاعون عمْواس في الشام الذي مات فيه أعدادٌ من الصحابة رضي الله عنهم , واستفاضةُ المال كانتْ أيام الأُمويين والعباسيين حيث كان الملوك يعطون العطايا الجزيلة حتى يستقِلّ الآخذُ مائة الدينار , وأما العلامتان الأخيرتان فسأتكلم عنهما في وقت لاحق إن شاء الله .

                                           (2)
.. أمّا الفتنة التي لا يبقى بيتٌ من العرب إلا دخلَتْه فهي التي وَرَد ذكرها عند أحمد وغيره عن معاذ رضي الله عنه بلفظ : " وفتنة يدخل حَرْبُها بيت كل مسلم " , وَورَد أيضاً ذكرها في حديث عند أحمد وغيره عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما بلفظ : " وفتنة تدخل بيت كل رجل منكم " , وَورَد أيضاً ذكرها في حديث عند أحمد وأبي داود عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بلفظ : " فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة " , ولعل هذه الفتنة هي التي نعايشها هذه الأيام , وسأتكلم بإذن الله عنها بتوضيح أكثر لاحقاً .
                                            (3)
.. الفتنة التي لا يَبقى بيت من العرب إلا دخلتْه قد دخلتْ بيوت كثير من العرب هذه الأيام فيما يبدو ؛ فمثلاً في فلسطين وفي سورية وفي العراق وفي ليبيا وفي مصر وفي اليمن وفي لبنان ... إلخ لا يكاد يوجد بيت إلا وفيه قتيل أو جريح أو أسير أو معتقل أو مشرّد أو منهوب أو خائف أو متضرّر اقتصادياً أو اجتماعياً ... أو يكون على الأقل متوجّعاً على قريب له أو جارٍ أو صديق من المذكورِيْن , وأما بلاد المسلمين غير العرب فيوجد فيها مثْل ذلك كما في أفغانستان وباكستان وبورما والصومال وأفريقيا الوسطى ومالي ونيجيريا ... إلخ , والدور كما يبدو قادم على بقية بلاد العرب , ثم بقية بلاد المسلمين للحديث : " يدخل حَرْبُها بيت كل مسلم " ويمكن فهْم ذلك أيضاً من الحديث المتفق عليه الذي يذكر أن المسلمين جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر , وأما لماذا كان اسم هذه الفتنة ( الدهيماء ) فمِمّا ذكَره العلماء أن ذلك لأنها سوداء مظلمة وأن التصغير فيها للتعظيم .
نسأل الله الفرج والعافية .
                                          (4)
.. هذه الفتنة دخلتْ بلاد المسلمين فحصَل فيها ( الهَرْج ) الذي ذكَره النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه وشرح معناه بقوله : " القتْل القتْل " , وهذا القتل نشاهده هذه الأيام ونشاهد تداعياته وهو من تخطيط أعدائنا في الغرب وأتباعهم من الحكّام في بلاد المسلمين ونشاهد توظيفهم لثروات الأمة وإمكاناتها وطاقاتها لتحقيق ذلك وهو ما سماه الساسة الغربيون : ( الفوضى الخلاّقة ) ويقصدون بها فوضى القتْل وتداعياته التي تخلق لهم الفرص المتتابعة لمزيد من المؤامرات حتى تفقد بلاد المسلمين السيطرة الداخلية والاستقرار والأمن والتنمية وتذوب كياناتها وتُلغِي قُوَاها المتصارعة بعضها بعضاً فيأمن الغرب - في ظنّه - من استيقاظ العملاق الإسلامي واستجماع قوّته وعودته المؤثّرة إلى الساحة الدولية من جديد , ولكن الله قد تكفّل بحفظ هذا الدين وتجديده بالأسباب وحمْل الطائفة الظاهرة له وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون .

                                          (5)
فتنة الدهيماء موصوفة في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وأبو داود وغيرهما , ونصّه : " ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمتْه لطمة , فإذا قيل انقطعتْ تمادتْ , يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً حتى يصير الناس إلى فسطاطين ؛ فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه , إذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومِهِ أو غدِهِ " , والحديث يذكر تمادِيَ الفتنة , ومن تَمادِيْها - والله أعلم - أنها فعلتْ وتفعل فعْلها في العراق على سبيل المثال منذ نحو ربع قرن وإلى الآن , وأما أن الرجل فيها يصبح مؤمناً ويمسي كافراً فإن ذلك باستحلاله دم أخيه المسلم كما قال العظيم أبادي في شرحه لسنن أبي داود وقاله من قبل الإمام الحسن البصري , وهذا ظاهر في المنافقين المتنفّذين وجيوشهم وبوليسهم بحيث تقتل الأمة بسببهم بعضها بعضاً بالجملة تطبيقاً للهرْج وللفوضى الخلّاقة التي كلّفهم بها أسيادهم الغربيّون , وستستمر هذه الفتنة حتى يتمايز الناس إلى مؤمنين خُلّص وإلى منافقين خُلّص , وعند ذلك تأتي الفتنة الكبرى التي هي فتنة الدجال المذكورة في الأحاديث المتواترة نصّاً ومعنى , ومعنى ذلك أن هذه الفتنة يستمر تمادِيْها مع ظهور المهدي إلى أن يأتي الدجال , غير أن المهدي يعيد الخلافة وهيْبَتَها ودولة الإسلام الكبرى فيضعف شأن فتنة الدهيماء , وأحاديث المهدي متواترة من حيث المعنى كما قال العلماء ومنهم الإمام المجدّد شيخ الإسلام الشوكاني .
                                          (6)              
... وواقعنا هذه الأيام يشهد بأننا - والله أعلم - نعيش هذه الفتنة وأنها مرحلة انتقالية ستنتقل بعدها الأمة - إن شاء الله - من مرحلة المُلْك الجبري الذي فرضه الغربيون على المسلمين بواسطة المنافقين إلى مرحلة الخلافة على منهاج النبوة التي هي هِبَة من الله للأمة , وآلام هذه الفتنة وتداعياتها المُوْجِعة شبيهة بآلام مخاض الولادة , وكلما كان المولود أكبر كانت الآلام أشدّ , وسيكون هذا المولود من نِعَم الله العظيمة على البشرية في آخر الزمان , ونِعْمة الرّبْح تُنسِي مَشقّة المعاناة .
                                           (7)
... من خبْث الغرب - كما سبق القول - دورُه الكبير في هذه الفتنة , ومن بعض مظاهر اصطناعه لها - كما نرى في الواقع - الترتيب للانقلابات واصطناع الكيانات بِنَفَس طويل وتوفير الغطاء الدولي لها والترتيب عن طريق مجلس الأمن والمبعوثيْن الأمميّيْن والمبادرات والزيارات والمؤتمرات !! حتى تكون حصيلة ذلك مئات الآلاف من القتلى وملايين المشردين من المسلمين بأيدي من يَدّعون الإسلام دون أن يخسَر الغربُ شيئاً ؛ بل يكتفي بالتفرّج والشماتة !! .. فعن أبي موسى الأشعري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدّثنا : " أن بين يدي الساعة الهرْج , قيل : وما الهرْج ؟ قال : الكذب والقتْل , قالوا : أكثَرُ ممّا نَقتُل الآن ؟ قال : إنه ليس بقتْلكم الكفار ، ولكنه قتْلُ بعضكم بعضاً حتى يَقتل الرجل جارَه ويَقتل أخاه ويَقتل عمه ويَقتل ابن عمه , قالوا : سبحان الله ومعنا عقولنا ‍‍‍؟ قال : إنه لَتُنْزع عقول أهل ذاكم الزمان حتى يحسب أحدكم أنه على شيء وليس على شيء " , قال أبو موسى : والذي نفس محمد بيده لقد خشيتُ أن تدركني وإياكم تلك الأمور ، وما أجدُ لي ولكم منها مخرجاً فيما عهِد إلينا نبينا صلى الله عليه وسلم إلا أن نخرج منها كما دخلناها لم نُحْدِث فيها شيئاً , والحديث رواه أحمد وغيره وهو صحيح كما قال الألباني ومحققو مسند أحمد ومنهم الأرناؤوط , والحديث يشرح الواقع ويمنع المسلم الحق من التلوُّث بالفتنة - مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي لا بدّ منه شرعاً في حدود الإمكان - .
                                       (8)
... بعد بضع سنوات سيكون قد مضى مائة عام على سقوط آخر خلافة إسلامية , وقد وعد النبي عليه الصلاة والسلام الأمة بتجديد الدين على رأس كل مائة سنة كما في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود والحاكم وصححه أئمة الحديث المتقدمون والمتأخرون , وأهم تجديد في الدين تنتظره الأمة بعد سقوط خلافتها هو تجديد الخلافة , فقد ذاقت الأمة من النكبات والابتلاءات خلال قرْنِ سقوط الخلافة ما ليس له مثيل في تاريخها كله , وآخر ذلك فتنة الدهيماء التي نعيشها كما سبق القول , ولا صلاح لدين الأمة ودنياها إلا بالخلافة ؛ فهي حراسةٌ لِلدين وسياسةٌ للدنيا به , ولن يكون التجديد تجديداً إلا بعودة الخلافة إلى أصلها الأول من جديد ؛ أي على منهاج النبوة .
                              (9)
العلامة الأخيرة من علامات الساعة المذكورة في هذا الحديث هي الهدْنة بين المسلمين وبين الروم ( بني الأصفر ) والمقصود بهم الغربيون , وهذا يدل على أن المسلمين سيجمعهم كيان واحد , والتعبير في الحديث بـ ( ثُمّ ) بين العلامات الست يدلّ على الترتيب ؛ وما دمنا في فتنة الدهيماء كما سبق القول فنحن قريبون - والله أعلم - من الهدْنة التي ستعْقبها الملحمة الكبرى التي تتفق عليها الديانات الثلاث ويسميها أهل الكتاب ( هَرْمَجِدُّوْن ) ، وستكون - والله أعلم - على يد المهدي ، كما قال ابن حجر في الفتح عن قصة الهدْنة في باب هل يُعفَى عن الذميّ إذا سَحَر : ( ووقَع في الفتن لنعيم بن حماد أن هذه القصة تكون في زمن المهدي على يد ملك من آل هرقل ) .
 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©