المتباكون على حقوق المرأة - الساكتون عن امتهان المنكرات لها

بتاريخ 18/7/1426هـ - الموافق 23/8/2005م 

 

يتباكون كثيراً على ما يسمى: حقوق المرأة؛ ويصرفون جهوداً كبيرة لما يسمونه: إزالة التمييز ضدها، في حين أنهم صم بكم عمي عن منكرات صارخة تمتهن كرامة المرأة وإنسانيتها.

 يتباكون على المرأة في عدم مزاحمتها الرجال في مجالات الرياضة، والخروج والسفر باسم الرياضة من مضمار إلى مضمار، ومن محافظة إلى محافظة، ومن قطر إلى آخر.

 ويتباكون على ضعف مشاركتها في الصراع السياسي، ولماذا لا تكون عضواً في المجلس المحلي، أو أميناً عاماً، أي: نائباً لمحافظ المحافظة؟ ولماذا لا يتم تفريغ ثلث مقاعد البرلمان للمرأة؟ ولا يتم إلزام الأحزاب -في وقوائم الترشيح- بهذا التثليث؟ ولماذا لا يتم إلزام الأحزاب بضرورة أن تدفع المرأة كذلك إلى كراسي القيادة في هذه الأحزاب؟ ولماذا لا تمارس المرأة كالرجال حق تدريس الذكور في الإعداديات والثانويات والجامعات؟ ولماذا لا تمارس حق تولي المنصب مع الرجال في الإدارات والوزارات، والاختلاط بهم في سائر المجالات؟ لماذا لا يكون لها حق المساواة مع الرجل بشكل عام، بما في ذلك المساواة في الدية كجزء من منظومة متكاملة مترامية الأطراف؟ منظومة يسعى المتباكون بسببها لتعديل جميع القوانين حتى تزيل تلك التعديلات كل تمييز ضد المرأة؛ حتى تصبح المرآة في ديار المسلمين مثل المرأة في ما وراء البحار -في السلبيات طبعاً- منظومة يظن معتنقوها أنها -مع كثرة التباكي ومع التعديلات- ربما تجعل المرأة رجلاً كامل الرجولة، بل وحتى لعلهم يظنون أنها ستتخلص بفعل نضالهم من الدورة الشهرية ومن الوحام ومن الحمل ومن الولادة ومن الإرضاع!! منظومة ربما تمنى المتمنون أن تكون حاسمة لتحقيق الهدف الشيطاني (( وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ))[النساء:119].

إن المتباكين يتباكون من أجل ذلك وأمثاله، في حين أن الصور المتبرجة للنساء -على سبيل المثال فقط- تملأ الإعلانات في الدكاكين والطرقات والصحف والقنوات؛ من أجل الترويج لأنواع السلع، بما في ذلك الصابون والشامبو والملابس الداخلية وحتى الأحذية...

 وهل يليق بالمرآة -كإنسان كرمة الله- أن تحول إلى عامل جذب وإغراء للترويج للسلع؟! وهل أصبحت المرأة أقل شأناً من هذه السلع حتى تصبح وسيلة للترويج لها؟! ثم النشر لتماثيل أجساد النساء في دكاكين بيع الملابس النسوية على نطاق واسع، ووضع الملابس عليها، ومنها الملابس الداخلية؛ حتى يظهر الجسد وكأنه امرأة متبذلة في غرفة النوم، وعرض ذلك في واجهات المحلات بشكل مخجل... هل هذا -ولو لم يكن إلا هذا- يتناسب مع مبدأ الحفاظ على كرامة المرأة؟! وهل في ذلك احترام للمرأة ولحقوق المرآة ولحقوق المجتمع؟! وكيف الحال عند عرض الأجساد الحقيقية للنساء كمغنيات وراقصات في القنوات، وكمضيفات في الطائرات وفي بعض الفنادق وبعض المطاعم، وكسكرتيرات... إلخ؟! وهل هذا معروف أم هو منكر؟!

 أين المتباكون وأين مقالاتهم؟ وأين صحفهم؟ وأين حرصهم على حقوق المرأة؟ إنهم صامتون هنا! ولا حول ولا قوة إلا بالله!

 اللهم إنا نبرأ إليك من هذا الصمت! اللهم إنا نبرأ إليك من ذلك التباكي! اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونسألك العفو والعافية يا ذا الجلال والإكرام.


 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©