هل نحن عاجزون عن الدفاع عن نبينا عليه الصلاة والسلام؟

 

 لصحيفة صوت الإيمان

19/2/1429هـ26/2/2008م 

 

 تكررت الإساءة إلى نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام من الدانمارك ، وهذا التكرار نوع من الاستفزاز والتحدّي والإصرار، لاسيما وهذه الدويلة من الدول الصغيرة في أوروبا ... لكنها تتطاول مستندة  إلى الاتحاد الأوروبي من جهة .. لأنه لن يتركها من دعمه إذا احتاجت إلى الدعم . ومن جهة أخرى فإن هذه الدويلة لاتقيم وزناً للدول في بلاد المسلمين ، رغم كثرة عدد ها، لأن هذه الدول لم تتخذ في المرة الأولى من الدانمارك موقفا جادًّا    يتناسب مع حجم الإساءة . .. ولو أن الصحافة الدانماركية تناولت رئيساً أو ملِكاً في هذه الدول لكان الجواب الأوّلي قطع العلاقات! ... لم يحصل الموقف الجادّ من أيّ دولة  إلّا من السودان .. وهذا ماشكّل إغراءً بتكرار الإساءة بصورة أوسع وأفظع وأكثر استفزازية من المرّة الأولى   .

       والفعاليات الشعبية والمقاطعات الفردية تبقى محدودة التأثير، لأن البضائع الدانماركية مبثوثة في الأسواق ، وفي بعض الأحيان بعلامات مموّهة ..وربما بأسماء أوروبية مستعارة...والجهل والحاجة وعدم معرفة البدل  والنسيان مع الأيام أمور سارية في الناس...إلخ.  فيشتري الناس البضائع .. وإذا حصل أثر للمقاطعة الحاصلة من  الأفراد المتيقّظين من المسلمين الملتزمين ،فإن المعونات الاقتصادية الأوروبية للدنمارك مرصودة لإضعاف ذلك الأثر ...( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلّا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) الأنفال .

         إن ما يمكن أن يوصف  باللامبالاة الرسمية في بلاد المسلمين هي السبب الرئيس .. فالبضائع والسلع والمبادئ والأفكار تتدفق إلى الأسواق وإلى العقول الإسلامية ... والأموال الإسلامية والاستثمارات والنفط والمواد الخام ونحو ذلك تتدفق إلى الطرف الآخر ...   مع  قيام السفارات والتمثيليات والبعثات التجارية والمنظمات والمراكز الثقافية ولإعلامية والسياحية والبنوك والمؤسسات الاقتصادية بتننظيم تلك التدفقات والتبادلات  .   إن معنى ذلك أن كل شيء على ما يرام ! وكل مجال يتم فيه التقدّم إلى الأمام ، بما في ذلك الإساءة إلى رسول الإسلام!!!

      أين هذا الواقع المؤسف من الموقف الذي يروَى عن السلطان عبد الحميد عندما حصلت إساءة واحدة في فرنسا لنبي الإسلام عليه الصلاة و السلام ... ورغم عوامل الضعف والأزمات التي كانت تعاني منها الدولة العثمانية حتى سمّاها الأوربيون (الرجل المريض) .. إلّا أن الإساءة دفعت السلطان رحمه الله أن يلبس ثياب الحرب .. ! واضطرت فرنسا أن تعتذر رسميًّا فورًا .

      لا نطلب من زعماء هذه الأيام إلّا قطْع العلاقات .. فرسولنا عليه الصلاة والسلام أغلى من هذه العلاقات و من كل شيء.. ونحن أحوج إليه من البضائع ومن الدنيا بأجمعها ، وهو أحب إلينا من أموالنا وأهلينا وأولادنا ووالدِينا والناس أجمعين... (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده و والده و الناس أجمعين) متفق عليه عن أنس... نريد منهم ذلك ... ويجب على العلماء أن يكونوا جادّين في بيان هذا الأمر لهم دون مجاملة، و دون اكتفاء بالخطب والتصريحات . ولا تبرأ ذمة العلماء إلّا بالإلحاح المستمر حتى يتم ذلك . كما يجب عليهم أن يطالبوا الحكام بالكفّ عن المناورات التي منها الدعوة إلى قانون دولي يحرم الإساءة إلى الأديان! .. لأن الإسلام هو الدين الخاتم الذي احتوى على كل ما ينفع الناس  في آخر الزمان من الرسالات السماوية ، وهو يقدّس جميع الأنبياء وجميع الكتب المنزّلة ،ففيه جميع المقدسات الصحيحة. واحترامه معناه احترام جميع المقدسات.... فلا نحتاج إلى تلك المنـــــاورة ، لأَنها حَيْدَةٌ و خروجٌ عن الموضوع .

       لقد استطاع اليهود وهم شِرذمة قليلة أن يُجــَرِّموا كل من ينكر المحْرقة النازية  التي يزعمون أنها حصلت لهم!  ........ فكيف نعجز و نحن أمة المليار والنصف ولنا سبعٌ وخمسون دولة بكامل مقوّمات الدول ..ومعظم خامات العالم وأمواله ومقدّراته ومواقعــــــــه الاستراتيجية عندنا.......ونحن خير أمة أخرجت للناس؟! كيف نعجز؟!!!!...............  الله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله . .. ولنستمر في تذكير .الحكام في الموقف بين يدي الله

 

 .................................................                                   

        Designed  by "ALQUPATY"

 جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ محمد الصادق مغلس المراني ©